رجلآ يمثل امتة
ربما نتسآل ما هي الفئه من الناس التي يمكن ان تتجسد فيها كل الصفات وثقافة وقيم مجتمعه ؟ هل هم كبار السن الذين عاشوا فترة طويلة مع مجتمعهم وألموا بقدرآ كبير من ثقافة قومهم ؟ ام هم فئة اصحاب الدرجات العليا من التعليم الذين - عبر دراستهم وقرآتهم للكتب - جمعو في عقولهم معلومات واسعه عن الثقافه ؟ , في الحقيقه الاجابه ليست في واحده من تلك الافتراضات لان ما نبحث عنه ليس شخص عاش مع قومه وعرف ثقافتهم ولا شخص تعلم والم بتلك الثقافة بل ما نبحث عنه هو من عرف كل ثقافه قومه واخلاقياتهم ومبادئهم وتقييد بها في حياته مع علمه بنقاط التقاطع بين ماهو متواقف مع تلك الاخلاقيات والاخلاقيات المذمومه التي ترد من الخارج . ولمعرفة هذه الفئة لابد اولآ ان نعرف بعض الامور :-
اولآ. مفهوم كلمة تربيه
التربيه من الاشياء التي وجدت مع وجود البشر منذ الازل ورافق ذلك اجتهاد كثير من علماء التربيه والفلاسفه وغيرهم لتعريف التربية ونتج من ذلك عدة تعريفات لن نورد اي واحد منها هنا ولكن من خلالها يمكن وضع مفهوم مشترك للتربيه كما يلي :-
التربية هي عملية نقل الثقافه من جيل الاباء الى الابناء بهدف اخراج افراد اكثر تكييفآ مع البيئه والمجتمع عبر توريث اخر ما توصل اليه البشر من العلوم التي حصل عليها نتيجة التجارب في شتى المجالات .
ومن منطلق هذا المفهوم نجد ان التربية كانت عند الانسان القديم , او العصور الاولى لحياة البشر , تتم عن طريق الملاحظه والتقليد , حيث ان الصبي كان يرافق ابيه للصيد وللبحث عن النباتات التي تؤكل وبالملاحظة يتعلم الصبي تلك الاشياء , وايضا نجد ان البنت الصغيره تكون مع امها عند ممارسة اعمالها المنزليه من تحضير الطعام وطرق حفظه وجلب الماء وحياكة الملابس وغيرها من الاعمال التي كانت تمارسها نساء ذلك العصر , وبمرور السنوات والعصور اتسعت دائرة المعارف والثقافات واصبح من الصعب نقلها بتلك الطرق التقليدية ,هذا اذا افترضنا ان الابوين كانوا ملمين بها كلها , و اسست المجتمعات مؤسسات قائمه على هذا الامر -امر التربيه- وهذه المؤسسات هي ما نسميه اليوم بالؤسسات التربويه او التعليمية التي قسمت حديثآ الى مدارس وجامعات و معاهد تعلية عليا وغيرها من العاهد التعليميه الاخرى , ولهذا يقال ان المدرسه مؤسسه مجتمعيه بحته والدليل على ذلك انه عندما تكون هناك مشكلة في مصنع في منطقة ما لن يكون اهتمام سكان تلك المنطقه لهذه المشكله بقدر اهتمامهم اذا ما كانت المشكله في مدرسة تلك المنطقة.
ولذم من وجود مؤسسه تعليمية قائمه بامر التربيه ان يكون هنالك افراد تخصصوا وتفرغوا لاتمام العمليه التربويه ولذم من منهم كذلك ان يكونوا ملمين بكل ثقافة المجتمع والمنهج الذي وضعة المجتمع لإيصاله الى ابنائهم , ولإصال ذلك المنهج بكل مايحويه من اخلاقيات وتعاليم الى النشئ كان لابد للتلاميذ ان يلاحظوا تقييد المربي - المعلم - بتلك الاخلاقيات وفهمه للتعاليم التي يريد ايصالها لهم لكي تكون مقنعة لهم , ومن الطبيعي اذا رأيت من يدعوك للتقيٌد بامر ولم يرى فيك اثر التقيٌد بها بالتأكيد لن تكون مقنعه بالنسبه له .
ونخلص في نهاية الحديث الى ان المعلم او المربي هو الشخص الوحيد الذي يكون على درايه وتقيٌد بثقافة واخلاقيات مجتمعه , ومن هذا المنطلق يمكن القول : اذا اردت ان تعرف قومآ اجلس مع معلم منهم .
................................................................................................
للتعليق على منشور المقال علي الفيسبوك من هنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق