صمتاً ... هذا ليس حباً
كثُر في هذا الزمن استخدام جملة (إني احبك) او بالدارجي (بحبك) ، وربما يرجع سبب ذلك الى ان الناس اصبحوا لا يتورعون عن الكذب ، لان هذه الكلمه او تلك الجملة عندما تكون بحق يتحرك لها سائر الجسد ، وهي اصلاً لا تُنطق بواسطة الكلام كما تنطق جميع الكلمات الاخرى، فهي ان كانت صدقاً لا يُستعمل الفم و اللسان وتحريك الهواء حوله للتعبير عنها ، وكذلك لا يحتاج المتلقي للاذنين لاستقبالها ، بل هنالك حواس اخرى تستعمل لاجلها .
كلمة "أُحِبُّك " عزيزي القارئ يطلقها المتيّم بهذا الاحساس، لا شعورياً ، بواسطه عينيه وتعابير وجهه وطريقة التحدث وحركات الجوارح واضطراب الانتباه ، كل هذه السلوكيات تساهم في التعبير عن الحب، وتختلف في شدتها حسب درجة الحب، ونوعها من شخص لآخر ، لكن هذه التغيرات المورفلوجية تمتاز بالتشفير، فلا يستطيع احد فك رموزها و فهمها او ادراك معانيها الا اقرب شخص من الذي تظهر عليه اعراض هذا الشعور او تلك التعابير التي ذكرت، والتي قلنا انها لا اراديه - وعادة ما يكون ذلك الشخص هو نفسه الموجه اليه تلك المشاعر ، او صديقاً قريب يفهم انك تحب ، والعجيب في الامر انه حتى انت قد لا تعلم بأن تلك المشاعر التي تحس بها تجاه من تحب هي تعابيرك الخاصه للحب .
خلاصة القول : الحب ليست كلمه ، ومنطقياً جملة "إني احبك " ليست لها اي معني حقيقي ولا مدلول يفهم من وراءها ، مثل قولك لشخص " اني ابكي كلما تذكرتك " فإن كنت صادقاً في قولك هذا ها انت تتذكره الان ، لماذا لم يُلْهِك البكاء عن الحديث .
ويلخص كل ما قلت سابقاً قول الشاعر هشام الجخ : " الحب حالة . الحب مش شعر وقواله"
✍️ أ. علي ابوعاقلة
0 التعليقات:
إرسال تعليق