الدين وعلاقته بالفرق بين الانسان والحيوان
..........
بقلم الاستاذ : علي ابوعاقلة ...................................................................................
خطر على بالي ذات مرة سؤال قلت فيه : ماهو الدين ؟ وما فائدته ؟ وكيف سيكون الحال بدون اديان؟ ؛ وفي ذلك الوقت لم اجتهد في البحث عن اجوبة لتلك التساؤلات وعلقتها على حالها دون اجوبه. ومرت السنوات وازدادت حصيلتي العلميه نتيجة التعلم الذاتي وفي الحقيقه لم اجد اجوبه مباشرة لأسئلتي لكن اتتني خواطر احسب انها قد اوجدت لي اجوبه لتلك الاسئله , واليكم بتلك الخواطر التي تعد اول ما ادونه على هذا القسم من المدونه -
لمعرفة ماهي ولماذا كانت الاديان اولآ علينا معرفة بعض الحقائق , نسمع كثيرا من يقول لنا ان الله -عز وجل ميز الانسان عن باقي المخلوقات بالعقل, ولكن ما هو العقل؟ العقل باختصار هو مصطلح عندما يطلق يقصد به القدره على الادراك والتمييز واتخاز القرار وابتكار نواتج العمليات المنطقيه معتينآ على ذلك بالبيانات والمعلومات المخزنه في الدماغ , هذا هو العقل اما الدماق فهو تلك الكتلة الموجوده داخل جمجمة الرأس وتمتد الى نهاية السلسله الفقريه . وهذا الاخير له وظيفتان الاولى تخزين المعلومات التى ترد اليه من وسائل مدخلات المعلومات (الحواس المختلفه) , اما الوظيفه الثانيه هي تنفيذ الاوامر واخراجها في شكل سلوك والسؤال هنا : من اين تأتي تلك الاوامر ؟ , الاجابه على هذا السؤال هو المحور الرئيسي الذي تدور حوله الفكرة التي اطرحها في هذا المقال . تلك الوامر لها مصدران فقط وهي
1\ العواطف ورغبات الجسد , وهذه تكون الآمر الوحيد لدى الحيوانات
2\ العقل , وهذا العقل يامر بالسلوك المعين بعد حلة لمعادله منطقيه خلص إليها .
والآن نرجع الى المقوله المزكورة في اول المقال وهي ان الله -عز وجل- مييز الانسان بالعقل , الانسان والحيوان لهم كيان عاطفي يتحكم في سلوكهم ساعيآ الى تحقيق الرغبات الجسدية لذلك نرى ان الحيوان والانسان يسعيان في كل حياتهم الى اشباع تلك الرغبات ولكن هناك اختلاف كبير في كيفية ذلك السعي وهذا الاختلاف يعزى الى وجود النظام العقلي عند الانسان دون الحيوان , والؤال هنا :هل العقل وحده قادر على تمييز الانسان من الحيوان ؟ الاجابه هي لا , في الحقيقه العقل هو نظام معالجه او هو ارضيه صالحه لوضع اسس منطقيه عليه وبدون هذه المدخلات (الاسس المنطقيه) لا تكون له فائده .
وربما يدور في ذهنك الآن : ماهي الاسس المنطقيه التي ادرجت على عقل الانسان والتي بسببها تمييز عن الانسان ؟ تلك الاسس اتتنا في شكل تشريعات وقواننين تبيًن لنا ما هو السلوك الذي يجب اتباعه لاشباع الرغبات بطريقة منظمه تضمن لنا الحفاظ على الفرد من الهلاك في سبيل اشباع الرغبات وتضمن لكل فرد نصيبه او حصته فيما يشبع به رغبته الجسديه دون الاضرار بالافراد الاخرين , اي باختصار ان تلك التشريعات والقوانين تضمن لنا طرق معيشتنا .
ولما كان الله -عز وجل- خالق الجسد الذي اودع فيه عقل قادر على استقبال قوانين وتشريعات كان لا بد ان تكون هنالك تشريعات وقوانين واضعها خالق العقل والجسد -الله عز وجل - , والعله في ان الله هو وحده من يجب علينا تلقي التشريعات منه وليس البشر هي ان الله من خلق الجسد ومن خلق اعلم بما يصلح لما خلقه وهو ايضا من خلق العقل فهو اعلم بما يمكن ان يتحمله التشريعات . وهذه التشريعات هي ما نسميه بالدين .
وفي آخر المطاف نلخص ان الفرق الاساسي بين السلوك الانساني والسلوك الحيواني هو الدين .
النسبية في التدين
بعد ان وضحنا وبرهنا على ان الفارق بين الانسان والحيوان هو الدين , كان امتدادآ لذلك ان تكون هنالك نسبيه في صفتي الانسانيه والحيوانيه ناتجه من النسبيه في التدين . من المؤكد ان ليس كل البشر على مستوى واحد من التدين وان هنالك من ارتقى لاعلى درجات التدين وبذلك صار في اعلى درجات الانسانيه , ومنهم من تمسك بقليل من شرائع الدين فاصبحت له جوانب انسانيه والجوانب التي تخلى فيها عن شرائع الدين يكون قد سلك سلوك حيواني فيها , اما الذي لا يتقييد بشرائع الدين ولا يلتقي مع الدين الا في العقيده فقط فهذا يمكن ان نطلق عليه حيوان ذو عقل (هذا على المستوى السلوكي) .
وخلاصة ذلك ان اي فرد من الجنس البشري يقع في سلم ارتقائي اعلاه انسان كامل وادناه حيوان خالص ومحدد درجة الارتقاء هو التدين .
وهناك سؤال قد يدور في اذهان كثير منا ويدر الاجابه عليه هنا هو ان الملحدين لا يؤمنون باي ديانه ونرى انهم قد يتشابه سلوكهم في اكثر من جانب مع سلوك من هو متدين فكيف تجد نظرتك السابقه اجابه لهذا السؤال ؟
والاجابه على هذا السؤال هو ان الاصل في البشريه هي التدين لان منذ ان خلق الله البشر نزلت معهم الاديان , هذا في اعتقاد المؤمن , اما الملحد فيعرف ان البشريه اول ما عرفته في هذا الشأن هو التدين وليس الالحاد , انما الالحاد ظهر في القرون المتأخره من حياة البشريه فكل سلوك يسلكه الملحد ويعد سلوك انساني انما هو مأخوذ من ديانه وان اصله كان في ديانه وان الملحد لايجد مبررآ لهذا السلوك في معتقده , ناخذ مثالآ : اذا وجدنا ان هنالك ملحد لا يكذب ( ومن المعروف ان صفة الصدق هي صفه انسانيه واتت بها الاديان ) واذا سالناه لماذا تضيع مصالحك الخاصه لاجل ان تتمسك بمبدأك الذي قمت عليه وهو الصدق ؟ بالتأكيد لن تكون لديه اجابه توافق معتقد الالحاد .
..............................................................................
للتعليق على منشور المقال علي الفيسبوك من هنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق